باب تزاور الأموات فى قبورهم واستحسان الكفن:

روى مسلم عن جابر ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :اذا كفن احدكم فليحسن كفنه ان استطاع.

وخرج ابو نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني الحافظ في كتاب الانابه من مذهب السلف الصالح في القران وازاله شبه الذائغين بواضح البرهان.

اخبرنا هبه الله ابراهيم بن عمر قال: حدثنا علي ابن الحسن بن بندار قال : حدثنا ابو عروه ، قال: حدثنا محمد بنت المصفى قال: حدثنا معاويه ،قال حدثنا ابراهيم بن معاوية عن ابي الزبير جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احسنوا  اكفان موتاكم فانهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم ).  وقال ابن المبارك : احب الي ان يكفن في ثيابه التي كان يصلي فيها .

باب الاسراع في الجنازه و كلامها:

روي البخاري عن ابي سعيد الخدري كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( اذا وضعت الجنازه واحتملها الرجال على أعناقهم ، فان كانت صالحه قالت :قدموني قدموني ، وان كانت غير صالحه قالت : يا ويلها اين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء الا الانسان ولو سمعه لصعق) وقد تقدم من حديث انس انها تقول: ( يا اهلي يا ولدي) الحديث، روى البخاري عن ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ااسرعوا بالجنازه فان تك صالحه فخير تقدمونها اليه،  وان تك سوى  ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) خرجه مسلم اايضا.

فصل

صعق مات والاسراع  قيل معناه: الاسراع بحملها الى قبرها في المشي و قيل: تجهيزها بعد موتها لئلا تتغير ، والاول اظهر  لما رواه النسائي ،قال: اخبرنا محمد بن عبد الاعلى قال:  حدثنا خالد فقال : حدثنا عيينه بن عبد الرحمن قال :حدثني ابي قا:ل شهدت جنازه عبد الرحمن ابن سمره وخرج زياد يمشي بين يدي  السرير ، فجعل رجال من اهل عبد الرحمن ابن سمره ومواليهم يستقبلون السرير و يمشون على اعقابهم ويقولهم:  رويدا رويدا بارك الله فيكم ،فكانوا يدبون حتى اذا كنا ببعض الطرق لحقنا ابو بكر رضي الله عنه يمشي على بغله، فلما راي الذين يصنعون حمل عليهم ببغلته وهوى عليهم بالصوت ،فقال خلو  فو الذي كرم وجه ابي القاسم لقد رايتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا لنكاد نرمل بها رملا، فانبسط القوم . صححه ابو محمد عبد الحق.

 

وروى ابو داود من حديث ابن ماجةعن ابي مسعود قال: سألنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن المشي مع الجنازه ، فقال:( دون الخبب ان يكن خيرا تعجل اليه وان يكن غير ذلك فبعدا لاهل النار ) ذكره ابو عمر ابن عبد البر.

وقال و  الذي عليه جماعه اهل العلم في ذلك الاسراع فوق السجيه قليلا والعجله احب اليهم من الابطاء ،و يكره الاسراع الذي يشق على ضعفه من يتبعها ، وقال ابراهيم النخعي: نصبوا بها قليلا ولا تدبو دبيب اليهود والنصارى.

 

المصدر:

كتاب عذاب القبر و نعيمه ( الامام القرطبى).